المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٨

الإنسان روح وجسد ونفس

 يتألف الإنسان من روح وجسد ونفس فعندما تجتمع الروح بالجسد تبدأ النفس بالعمل وتبدأ ذاكرة  النفس بالتكون  وهي ذاكرة الشعور والأحاسيس المبنية على تراكم خبرات الإنسان المكتسبة بحواسه ومشاعره وعقله فيتم تسجيلها في الدماغ ويبدأ ذلك منذ نفخ الروح فينا ونحن أجنة في أرحام أمهاتنا وأثبت العلم الحديث بأن تربية الطفل تبدأ وهو جنين في رحم أمه فإن كانت الأصوات حوله هادئة رتيبة بغير صخب يخرج الى الحياة طفلاً هادئاً  فالنفس تحيا مع الإنسان وتموت لحظة انتزاع روحه من جسده وعندما  تموت النفس تتوقف معها ذاكرة الاحساس والرغبات والمشاعر وتستيقظ ذاكرة اللاشعور التي قد تكون هي ذاكرة الروح  أما وفاة النفس فهي مسألة مختلفة عن موتها قال الله تعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر : 42] وبما أنني معني بهذا التفكر فإني  أرى أنَّ الإنسان يتألف من ثلاثة أقسام 1- الروح: سر من أمر الله وهي

بحث {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ} [النجم : 50] فمن هي عادٌ الثانية؟

 بسم الله الرحمن الرحيم: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29] قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ}[النجم : 50] ذكر الله في القرآن العزيز كلمة (الأولى) سبعة عشر مرة وفي كل مرة ذُكِرت نجد أن لها حالة مرادفة ومعاكسة لها وهي الحالة الثانية أو الآخرة أو اللاحقة وكأمثلة من آيات الله قال تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ} [طه : 51] يعني أن هناك قرون لاحقة أو تالية وقال ايضاً {فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ} [النجم : 25] الأولى هي الحياة الدنيا ثم تليها الحياة الآخرة وقال أيضاً {إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ} [الأعلى : 18] فصحف إبراهيم وموسى هي الصحف الأولى والقرآن الكريم هو آخر هذه الصحف أما في هاتين العبارتين (الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ) و (عَادًا الْأُولَىٰ) التي وردتا في القرآن بهذا التسلسل الجاهلية الأولى أولاً ثم عادًا الأولى ثانياً نجد أن حالتهما الثانية لم يأت ذكرها ف

قصيدة: (الحنين الى فلسطين)

زاد الحنين      الى فلسطين فصوت الأنين وجور السنين وما من حسيب ولا من رقيب وصمت عجيب   وظلم مبين وعم البلاء      وزاد العناء وهدم البناء على الساكنين وحرق الثمار   ومنع البذار وغلق البحار على المنقذين حصار رهيب بأمر الغريب ومنع الصلاة على العابدين فقدس الحرم  تَحثُ الذِمم   تنادي الهمم  بصوت حزين ووعد القدير    بنصر كبير وعَود الأسير الى المسلمين بإذن الإله    وفضل رضاه ستعلو الجباه  وهذا يقين قَرُبَ الحساب   بنصِّ الكتاب وصب العذاب على المعتدين

رحلة الموت والحياة (الجزء الثالث)

توقفنا في الجزء الثاني عند هذين السؤالين 1- ماذا يحل بنا بعد نزع الروح من الجسد من قبل ملك الموت الذي يتوفانا ؟ 2- وما هي صفات حالة الموت الثانية؟ ذكر الله نزع الروح وخروجها من جسم الإنسان في سورتَي القيامة والواقعة الَّتان تحدثان عن لحظات الموت وسكراته واصفاً تفاصيل نزعها من الجسد وكأنها تبدأ من أسفل الإنسان الى أعلاه حتى تبلغ منطقة عظمي الترقوة على جانبي الرقبة ثم يستمر سحبها الى أن تبلغ حلق الإنسان وأقرباؤه من حوله ينظرون اليه ولا يستطيعون فعل شيء وذلك بقول الله: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} [القيامة : 26-30] وقال الله أيضاً {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّت

رحلة الموت والحياة (الجزء الثاني)

توقفنا في الجزء الاول من رحلة الموت والحياة عند هذه التساؤلات: - هل الموت هو العدم ؟ - هل جئنا من العدم الى الحياة الدنيا؟ - هل أول ما خلقنا الله خلقنا أحياءً أم أمواتاً؟ - وهل سنعود بعد هذه الحياة الدنيا إلى حالة موتٍ عدمية ليس فيها جسدٌ ولا روح ولا نفس؟ - أم أن الموت هو حالة تحولٍ من الحياة التي نعرفها إلى حالةٍ أخرى لا نعرفها؟ ونتابع البحث إنَّ كل مؤمن بالله سواء كان مسلماً أو من أهل الكتاب يوقن بوجود ثلاث حالات فقط للحياة والموت نعرفها جيداً ويؤمن بها المسلمون والنصارى واليهود وِفْق ما جاءنا في الكتب السماوية، وهي حالتين من الحياة وحالة موت واحدة نعرفها تماماً ولكننا لا نعرف طبيعتها، ونرى كيف يسبقنا إليها أناسٌ من أحبتنا دون عودة، ونحن موقنون أنَّا لاحقون بهم إلى حالة الموت هذه لا محالة، ولابد أنها هي الموتة الثانية لأن بعدها تبدأ الحياة الأبدية كما جاء في القرآن الكريم وكما جاء في كتب الله السماوية السابقة التوراة والإنجيل. نعود ونتساءل: أين هي إذًا الموتة الأولى التي ذكرها الله في هذه الآية الكريمة {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَ

رحلة الموت والحياة (الجزء الأول)

رحلة أرادها الله لكل إنسان بدأت من العدم  ونهايتها في الحياة الآخرة إما الى جنة عرضها السماوات والأرض وإما الى عذاب شديد أنا وأنت والجميع معنا الآن في منتصفها عند أهم  منعطف من هذه الرحلة  لذلك على كل منا التركيز في ورقته فنحن في قاعة الامتحان وفي أي لحظة قد يتم سحب هذه الورقة وينتهي الوقت الذي خصصه الله لنا  يخاطب الله  عباده الجاحدين المكذبين باليوم الآخر ويُذَكِّرهم بشهادتهم على أنفسهم وعهدهم الذي واثقوا الله به عندما كانوا أرواحاً في عالم الذر {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} [الأعراف : 172]  فيقول الله لهم محذراً  : (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون)َ البقرة (27) ثم يكمل خطابه مبيناً لهم قدرته عليهم ويُذَكِرهم  كيف غيَّر حالهم ونقَّلهم بين الموت والح