رحلة الموت والحياة (الجزء الأول)
رحلة أرادها الله لكل إنسان بدأت من العدم ونهايتها في الحياة الآخرة إما الى جنة عرضها السماوات والأرض وإما الى عذاب شديد
أنا وأنت والجميع معنا الآن في منتصفها عند أهم منعطف من هذه الرحلة لذلك على كل منا التركيز في ورقته فنحن في قاعة الامتحان وفي أي لحظة قد يتم سحب هذه الورقة وينتهي الوقت الذي خصصه الله لنا
يخاطب الله عباده الجاحدين المكذبين
باليوم الآخر ويُذَكِّرهم بشهادتهم على أنفسهم وعهدهم الذي واثقوا الله به عندما كانوا أرواحاً في عالم الذر
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} [الأعراف : 172]
فيقول الله لهم محذراً : (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون)َ البقرة (27)
ثم يكمل خطابه مبيناً لهم قدرته عليهم ويُذَكِرهم كيف غيَّر حالهم ونقَّلهم بين الموت والحياة في أربع أحوال قائلاً لهم: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة (28)
فيجيب الجاحدون المكذبون بكُتُب الله ورُسُله:
{.... إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام : 29]
ويتابعون قولهم:
{إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (36)} [الدخان : 34-36]
هذا هو حال الملحدين وهم في الحياة الدنيا وهذه هي أقوالهم
ولكن عندما يَبعَثُ اللهُ الناس من قبورهم
{وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)} [الإنفطار : 4-5]
فيعرفوا مقدار خطأهم فيما كانو يعتقدونه حقاً في دار الدنيا
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة : 12]
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)} [ق : 20-21]
فنرى تغير أقوالهم بعد أن كشفَ الله لهم غِشاوةً قد غطت عقولهم، عندما يقال لهم بعد البعث {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق : 22]
فأظهَر الله لهم ما غاب عنهم من الحقائق التي أنكروها وفجأة يتذكَّروا كل أحداث رحلتهم بمراحلها الأربعة التي مروا بها منذ بدايتها الى نهايتها، فسارعوا حين رأوا عذاب الآخرة عند الحشر والحساب بنفْيِ ما قالوه سابقاً نادمين على تكذيبهم معترفين بذنوبهم : {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11)} [غافر : 11]
وكأنهم فجأة تذكروا مراحل رحلتهم منذ أن خلقهم الله الى أن وصلوا الى الحياة الآخرة، وقد كانوا يقولون قبل ذلك:
{.... إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام : 29]
{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [السجدة : 14]
فتغيرت رؤيتهم لحالات الموت والحياة الأربعة عندما بعثهم الله وكشف لهم الغطاء الذي رَانَ على قلوبهم فبدا لهم كيف خالفوا فطرتهم التي فطرها الله لعباده وتيقنوا صِدق ما أنزل الله على رُسلِه بوجود حياةٍ ثانية يتم فيها القصاص لما كسبت ايديهم في امتحانهم في الحياة الأولى
لذالك نراهم يوم البعث قد أدركوا وتذكروا حالة الموت الأولى التي عاهَدْنا اللهَ فيها من قبل، فقالوا مخاطبين الله (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ)
وما كان يؤمن بذلك في الحياة الدنيا إلا المتقين من ذوي الفطرة السليمة المصدقين بما جاء في كتاب الله
ويتكرر هذا المعنى في كتاب الله كيف يُبدي الله للمشركين ما كانوا يخفوه في الدنيا لحظة مواجهتهم لعذاب النار
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} [الأنعام : 27-28]
ويتضح من تلك الآيات أنه عندما يواجه الكافرون العذاب تختلف رؤيتهم للأمور ويبدو لهم ما كانوا قد أخفوه من إصرارهم على تكذيب المؤمنين كُرهاً وحسداً من عند أنفسهم واليوم فوجئوا بعودة ذاكرتهم لهم يوم يتذكر كل إنسان ما قدم من عمل {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (36)} (النازعات)
يوم لا ينفع الندم واستحق الكافرون العذاب لأن الله العليم بما في نفوسهم يقول عنهم ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) ويقول لهم أيضاً:
{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة : 14)
وتنتهي رحلة كل ظالم وكل مكذب باليوم الآخر الى عذاب النار حيث يحط رحاله مكرهاً في النار {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ} [الأعلى : 13]
وتنتهي أيضاً رحلة المؤمنين الذين كانوا يعملون الصالحات ويحطوا رحالهم في الجنة
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم : 15]
حيث {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [الدخان : 56]
وتأتي تساؤلات عديدة وهامة بعد كل ما سبق من هذه المقدمة الطويلة، ماذا تعني حالة الموت؟
- هل الموت هو العدم ؟
- هل جئنا من العدم الى الحياة الدنيا؟
- هل أول ما خلقنا الله خلقنا أحياءً أم أمواتاً؟
- وهل سنعود بعد هذه الحياة الدنيا إلى حالة موتٍ عدمية ليس فيها جسدٌ ولا روح ولا نفس؟
- أم أن الموت هو حالة تحولٍ من الحياة التي نعرفها إلى حالةٍ أخرى لا نعرفها؟
تساؤلات تحتاج إلى التفكر في آيات الله والاستنباط منها
(نهاية الجزء الأول) وسوف أتابع هذا البحث لأجيب عن هذه التساؤلات قريباً في (الجزء الثاني) إن شاء الله وبالإعتماد على ما جاء في كتاب الله
هذا ما هداني الله اليه من فهم وتفسير بعد التفكر في بعض آيات القرآن التي شعرت أنها تكمل بعضها البعض ممتثلاً لأمر الله ولعلهم يتفكرون
{.......وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44]
والله من وراء القصد وهو العليم الخبير فإن أصبت فمن الله وأشكركم إن نشرتموه للعلم والمعرفة، وإن أخطأت فمن نفسي الخاطئة وأشكركم إن أشرتم للخطأ وأين ورد ولكم مودتي واحترامي.
أنا وأنت والجميع معنا الآن في منتصفها عند أهم منعطف من هذه الرحلة لذلك على كل منا التركيز في ورقته فنحن في قاعة الامتحان وفي أي لحظة قد يتم سحب هذه الورقة وينتهي الوقت الذي خصصه الله لنا
يخاطب الله عباده الجاحدين المكذبين
باليوم الآخر ويُذَكِّرهم بشهادتهم على أنفسهم وعهدهم الذي واثقوا الله به عندما كانوا أرواحاً في عالم الذر
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} [الأعراف : 172]
فيقول الله لهم محذراً : (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون)َ البقرة (27)
ثم يكمل خطابه مبيناً لهم قدرته عليهم ويُذَكِرهم كيف غيَّر حالهم ونقَّلهم بين الموت والحياة في أربع أحوال قائلاً لهم: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) البقرة (28)
فيجيب الجاحدون المكذبون بكُتُب الله ورُسُله:
{.... إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام : 29]
ويتابعون قولهم:
{إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (36)} [الدخان : 34-36]
هذا هو حال الملحدين وهم في الحياة الدنيا وهذه هي أقوالهم
ولكن عندما يَبعَثُ اللهُ الناس من قبورهم
{وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)} [الإنفطار : 4-5]
فيعرفوا مقدار خطأهم فيما كانو يعتقدونه حقاً في دار الدنيا
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة : 12]
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21)} [ق : 20-21]
فنرى تغير أقوالهم بعد أن كشفَ الله لهم غِشاوةً قد غطت عقولهم، عندما يقال لهم بعد البعث {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [ق : 22]
فأظهَر الله لهم ما غاب عنهم من الحقائق التي أنكروها وفجأة يتذكَّروا كل أحداث رحلتهم بمراحلها الأربعة التي مروا بها منذ بدايتها الى نهايتها، فسارعوا حين رأوا عذاب الآخرة عند الحشر والحساب بنفْيِ ما قالوه سابقاً نادمين على تكذيبهم معترفين بذنوبهم : {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11)} [غافر : 11]
وكأنهم فجأة تذكروا مراحل رحلتهم منذ أن خلقهم الله الى أن وصلوا الى الحياة الآخرة، وقد كانوا يقولون قبل ذلك:
{.... إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام : 29]
{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [السجدة : 14]
فتغيرت رؤيتهم لحالات الموت والحياة الأربعة عندما بعثهم الله وكشف لهم الغطاء الذي رَانَ على قلوبهم فبدا لهم كيف خالفوا فطرتهم التي فطرها الله لعباده وتيقنوا صِدق ما أنزل الله على رُسلِه بوجود حياةٍ ثانية يتم فيها القصاص لما كسبت ايديهم في امتحانهم في الحياة الأولى
لذالك نراهم يوم البعث قد أدركوا وتذكروا حالة الموت الأولى التي عاهَدْنا اللهَ فيها من قبل، فقالوا مخاطبين الله (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ)
وما كان يؤمن بذلك في الحياة الدنيا إلا المتقين من ذوي الفطرة السليمة المصدقين بما جاء في كتاب الله
ويتكرر هذا المعنى في كتاب الله كيف يُبدي الله للمشركين ما كانوا يخفوه في الدنيا لحظة مواجهتهم لعذاب النار
{وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ ۖ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)} [الأنعام : 27-28]
ويتضح من تلك الآيات أنه عندما يواجه الكافرون العذاب تختلف رؤيتهم للأمور ويبدو لهم ما كانوا قد أخفوه من إصرارهم على تكذيب المؤمنين كُرهاً وحسداً من عند أنفسهم واليوم فوجئوا بعودة ذاكرتهم لهم يوم يتذكر كل إنسان ما قدم من عمل {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ (36)} (النازعات)
يوم لا ينفع الندم واستحق الكافرون العذاب لأن الله العليم بما في نفوسهم يقول عنهم ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) ويقول لهم أيضاً:
{فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة : 14)
وتنتهي رحلة كل ظالم وكل مكذب باليوم الآخر الى عذاب النار حيث يحط رحاله مكرهاً في النار {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ} [الأعلى : 13]
وتنتهي أيضاً رحلة المؤمنين الذين كانوا يعملون الصالحات ويحطوا رحالهم في الجنة
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم : 15]
حيث {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [الدخان : 56]
وتأتي تساؤلات عديدة وهامة بعد كل ما سبق من هذه المقدمة الطويلة، ماذا تعني حالة الموت؟
- هل الموت هو العدم ؟
- هل جئنا من العدم الى الحياة الدنيا؟
- هل أول ما خلقنا الله خلقنا أحياءً أم أمواتاً؟
- وهل سنعود بعد هذه الحياة الدنيا إلى حالة موتٍ عدمية ليس فيها جسدٌ ولا روح ولا نفس؟
- أم أن الموت هو حالة تحولٍ من الحياة التي نعرفها إلى حالةٍ أخرى لا نعرفها؟
تساؤلات تحتاج إلى التفكر في آيات الله والاستنباط منها
(نهاية الجزء الأول) وسوف أتابع هذا البحث لأجيب عن هذه التساؤلات قريباً في (الجزء الثاني) إن شاء الله وبالإعتماد على ما جاء في كتاب الله
هذا ما هداني الله اليه من فهم وتفسير بعد التفكر في بعض آيات القرآن التي شعرت أنها تكمل بعضها البعض ممتثلاً لأمر الله ولعلهم يتفكرون
{.......وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44]
والله من وراء القصد وهو العليم الخبير فإن أصبت فمن الله وأشكركم إن نشرتموه للعلم والمعرفة، وإن أخطأت فمن نفسي الخاطئة وأشكركم إن أشرتم للخطأ وأين ورد ولكم مودتي واحترامي.
تعليقات
إرسال تعليق