بحث {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ} [النجم : 50] فمن هي عادٌ الثانية؟
بسم الله الرحمن الرحيم: سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29]
قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ}[النجم : 50]ذكر الله في القرآن العزيز كلمة (الأولى) سبعة عشر مرة
وفي كل مرة ذُكِرت نجد أن لها حالة مرادفة ومعاكسة لها وهي الحالة الثانية أو الآخرة أو اللاحقة
وكأمثلة من آيات الله قال تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ} [طه : 51] يعني أن هناك قرون لاحقة أو تالية
وقال ايضاً {فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ} [النجم : 25] الأولى هي الحياة الدنيا ثم تليها الحياة الآخرة
وقال أيضاً {إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ} [الأعلى : 18] فصحف إبراهيم وموسى هي الصحف الأولى والقرآن الكريم هو آخر هذه الصحف
أما في هاتين العبارتين (الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ) و (عَادًا الْأُولَىٰ) التي وردتا في القرآن بهذا التسلسل الجاهلية الأولى أولاً ثم عادًا الأولى ثانياً
نجد أن حالتهما الثانية لم يأت ذكرها في كتاب الله فهي حالة غيبية كأن الله يريد إخبارنا أن هناك حالتين للجاهلية الأولى ثم لعاد الأولى ستتكرران مرة ثانية مع تقدم الزمن بنفس التسلسل فعندما يأتي زمن حدوث الجاهلية الثانية من فساد في الأرض فيأتي بعدها إهلاك عادٍ الثانية التي لها يد في هذا الفساد، ويكون دليلاً على صدق هذا القرآن وإعجازه بأنبائه الغيبية التي ذكرها الله في كتابه الأخير للناس
1- الجاهلية الأولى
قال الله تعالى في سورة الأحزاب مخاطباً نساء نبينا محمد (ﷺ): {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ .....} [الأحزاب : 33]
ولو حذف الله كلمة الأولى من هذه الآية لما نقص معنى الآية ... وهذا يدلّ على أن الله أضاف كلمة الأولى ليشير لنا بوجود جاهلية ثانية لاحقاً
وما أراه اليوم أن هذا الزمن قد بدأ بعد منتصف القرن العشرين ظهرت فيه الجاهلية الثانية في العالم بأثره من التبرج والتعري ونوادي العراة والمجاهرة بالمثلية والأقنية الإباحية والفحش والفساد وهذا حال العالم
وكان نصيب الأمة الإسلامية من الجهل والغش والتطاول على الدين ورموزه وتدنيس المقدسات والقتل والخلافات والتكفير والظلم، فحالنا اليوم أننا نعيش جاهليتنا الثانية وهي أسوأ من الجاهلية الأولى حيث كانت القبائل العربية قبل الإسلام رغم جاهليتها فيها بعضٌ مكارم الأخلاق وفقدت اليوم فابتلانا الله بما نحن فيه من صراعات وفِتن وجهل وظلم
2- عادًا الأولى
وقال الله أيضاً {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ} [النجم : 50]
ولو حذف الله كلمة الأولى أو استبدلها مثلاً بكلمة (عادًا المتكبرة) لتمَّ المعنى أن الله أهلك قبيلة عاد ... ولكنَّ الله أراد أن يشير في كتابه إلى أن عاداً ثانية ستظهر وسيهلكها أيضاً كما أهلك عاداً الأولى
فمن هي عاد الثانية؟؟؟
دعونا نبدأ بالتعرف على صفات عاد الأولى وما هي أخبار وصفات وأفعال أولئك القوم كما أوردها الله في كتابه العزيز
فقد حدَّثنا الله عن قوم عاد الأولى وذكر أخبارهم في سبع سور حيث أنعم الله عليهم بنعمٍ شتى:
{....... وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأعراف : 69]
وقال الله لهم أيضاً {أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134)} [الشعراء : 133-134]
ويذكر الله لنا كيف قابل قوم عاد نعمة الله عليهم ببغيهم واستكبارهم وبطشهم بالقبائل الاخرى:
{وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} [الشعراء : 130]
وقال أيضاً {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً.......} [فصلت : 15]
وقال أيضاً {وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [هود : 59]
أرسل الله لهم سيدنا هودًا رسولاً يدعوهم الى طاعة الله وعدم الإشراك به فكذبوه وبغوا في الأرض
وكان موطنهم الأحقاف في منطقة الربع الخالي من جنوب الجزيرة العربية وشمال عُمان وحضرموت حيث كانت تتمركز الحضارات الغابرة.
أرسل الله لهم النبي هودًا لينذرهم من عذاب الله بسبب كفرهم وإشراكهم وفسادهم في الأرض وبغيهم على من حولهم من شعوب وقبائل
{۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأحقاف : 21]
وقال الله واصفاً قوم عاد بعد ان أنزل عليهم العذاب:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8)} [الفجر : 6-8]
فلم يستجيبوا لرسولهم رغم أن الله منَّ عليهم ومكَّنهم في الأرض وأمدهم بأنعام وبنين وجنات وعيون فكذبوا الرسول وجحدوا بآيات الله فاستحقوا غضب الله وانتقامه لعصيانهم وإنكارهم نعمة الله عليهم وظُلمِهم وبطشهم بالناس
فأهلكهم الله بريح فيها عذاب أليم تُدَمِر كل شيء بأمر ربها، وذكرالله ذلك في سورة (الذاريات) بقوله تعالى:
{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)} (الذاريات)
وكلمة الذاريات هي الرياح العاصفة المدمرة.
فمن هم قوم عاد الثانية التي أشار الله الى هلاكها بعذاب مثل عذاب أصحابهم الأوائل حيث إنذرهم الله في آخر سورة الذاريات قائلاً لهم {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} [الذاريات : 59] (والذَنوب: هو اليوم الطويل الشر، أو النصيب من العذاب)
وقال الله أيضاً {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء : 58]
فمن هي عاد الثانية التي تشبه صفاتها عادًا الأولى
ترى هل هي إحدى الدول العظمى (أمريكا، روسيا، الصين، برطانيا، فرنسا)؟؟؟
لنبحث عن وجه التشابه بين عادٍ الاولى والثانية:
(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)
ترى هل كلمة ذات العماد تعني انها كثيرة الأعمدة العالية في عادٍ الأولى أم أنها تعني (ناطحات السحاب) التي لم يخلق مثلها في البلاد بحضارتها وعمرانها في عادٍ الثانية
وهل جملة (وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) التي تحكي بطش عادٍ الأولى لتفوقهم بقوة أجسادهم التي زادهم الله بها بسطة، أم تحكي لنا بطش عاد الثانية واستغلالها اقتصاد الشعوب الضعيفة لتفوقها عليهم بالسلاح والعتاد والقوة العسكرية والأساطيل المنتشرة في أنحاء العالم
وشراء أفضل العقول المتفوقة بالمال والرواتب العالية حتى حصلوا على هذه التكنولوجيا بجهد الباحثين ومثابرتهم ببحثهم العلمي فقد كان لدى عاد الأولى علماء أذكياء ومستبصرين أي لديهم بعد نظر كما هو حال عاد الثانية أيضاً فقد قال تعالى عنهم
{وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت : 38]
لكنهم تناسوا فضل الله عليهم وعونه لكل باحث وعالم كيف يهديهم الله للفكرة الأكثر صواباً ولكل من يجتهد بفكره وعمله، في الوقت الذي يشاؤه الله، وفق قوله تعالى: (..... وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ....) [البقرة : 255]
تُرى هل قادة عادٍ الثانية كانوا مستكبرين مثل قوم عاد الأولى الذين قالوا (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)فاستكبروا بقوتهم، أم بترسانتهم وأساطيلهم واستكبروا أيضاً باقتصادهم الضخم وبعملاتهم التي تتحكم باقتصادات الدول ويطبعونها من دون رصيد كما يفعل المزوِّرون تماماً وتناسوا نعمة الله عليهم (وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) من قادتهم الذين باعوا أنفسهم للرأسمالية العالمية وتجَّار السلاح من الصهاينة كي يوصلوهم الى كرسي الحكم ليهيمنوا بذلك على أقوى دولة في العالم فيسيطرون على العالم ويفرضون العقوبات على كل من خالفهم ويمنعون عنها السلع والبضائع والتكنولوجيا، ويجبِرون الدول الأخرى على مقاطعة كل من خالفهم من الدول والشعوب ويحاربون اقتصاداتها حتى طالت العقوبات دول حلفائهم.
كما يوصلون زعماء الدول الضعيفة الى كراسي الحكم ليستعملوهم لقضاء حاجاتهم السياسية ويدفعوا لهم من ثروات بلادهم ما يطلبوه كالبترول والمعادن
ثم يفتعلون الحروب في العالم الثالث لتشغيل معامل السلاح لديهم ويحرِّضون الفتن الطائفية والمذهبية بين الشعوب باسم الدين تارة وباسم القومية تارة داعمين الجماعات الإرهابية فيحركونها حسب مصالحهم لبيع السلاح ونهب ثروات الشعوب وقتلهم وإضعافهم، كل ذلك ليبقوا مهيمنين بقوتهم على الشعوب الضعيفة، {لا جَرمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} [النحل : 23]
فهل عرفتم أي الدول هي عادٌ الثانية الذين أَمَدَّهم الله بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وامدهم بالقوة والسلاح والاقتصاد فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وطغَوا في البلاد وأكثروا فيها البطش والفساد واتَّبعوا أمر كل جبار عنيد من رؤسائهم الأغبياء أمثال (ترامب) الذي تمادى في غيِّهِ وظنَّ أنه يملك العالم فأعلن (صفقة القرن) أو لعنة القرن وهي أنَّ مدينة القدس (زهرة المدائن) ستكون عاصمة لبني صهيون ونسِيَ أنّ للقدس رباً يحميها وسيصفع كل من أيَّد تلك الصفقة من قادة العالم المتآمرين وخونة العرب المنبطحين
ولا أخفيكم سراً أنني قد فرحت يوم سمعت إعلانه هذا لأنه كان بالنسبة لي هو إشارة إقتراب تحقيق أمر الله بإهلاك دولة (عاد الثانية) وإقتراب وعد الآخرة بالقضاء على دولة إسرائيل أيضاً التي بلغت اليوم ذروة علوها الأكبر في التاريخ فهي اليوم تهيمن وتمتطي أكبر الدول العظمى قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء : 4] حيث وصلت إسرائيل في علوِّها اليوم إلى شفا الجرف الهاري وبقي لها خطوتها الأخيرة لتسقط الى القاع حسب وعد الله في كتابه العزيز وقوله: {.... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء : 7] ولابد أنَّ الله سيقلب موازين الأمم قريباً وتنقلب معه التحالفات ليحقق وعده الصادق،
بالرغم من كلِّ ما في هذه الأمة الإسلامية من ألمٍ وجراح وضعف وظُلمٍ وتشرزم وخلاف فيما بين قادتهم، لكنَّ حقيقة الشعوب المسلمة أنَّ قلوبهم موحدة وخاصة مع قضية فلسطين بل هي قضية المسلمين الأولى ضد العدو الاستيطاني الصهيوني وضد كل من يدعمه، ولا بد أنّ الله سينجز وعده الحق في نصر عباده المستضعفين ولو بعد حين، ودائماً يولد الأمل بإذن الله من رَحِم الألم (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) وبعد الشدة يأتي الفرج، وكلِّي ثقة بالله وبوعده آملاً أن يرد الله المسلمين الى دينهم رداً جميلاً قبل ذلك الوعد {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [ابراهيم : 47]
ولعل الله بدأ بإسقاط كل الطغاة الداعمين لإسرائيل بإذن الله وذلك بعد أن أنهَك الله اقتصادات الدول العظمى الى أكبر مديونية في تاريخ الأمم وكمثال على ذلك فقد بلغ الدين الأمريكي 25 ترليون دولار وبلغ الدين البريطاني 11 ترليون دولار
ولن تستطيع تلك الدول سداد ذلك الدَّين إذا أصابها الله بأدنى كارثة ولو بسيطة، فأمريكا اليوم واقفة على شفا هزة أو تسونامي أو ريح صرصر عاتية أو جندي من جنود الله كفايروس الكورونا الذي أظهر وبشكل جلي ضعف العالم كله أمام قَدَرِ الله سواءاً كان مُجتمِعاً أو متفرِقاً.
لو سمحتم نقرة على هذا الفيديو لتشاهدوه
خرج الرئيس الأمريكي بالأمس القريب ليقول لشعبه إن الوضع تحت السيطرة، وبأنهم يتقدمون لإيجاد اللقاح المناسب وقال أيضاً لقد رصدنا مبلغاً أو (طَبَعنا أو زوَّرنا) 2.5 ترليون دولار للمساعدة في القضاء على هذا الفايروس وفي اليوم الثاني والثالث تضاعف عدد المصابين أضعافاً كثيرة في الولايات الأمريكية وكذلك حصل في باقي الدول الأوربية، وهذا قدر الله، وما هي إلا فركة أذن منه تعالى لعلهم يرجعون عن ظلمهم وعن مساندة الظالمين للشعوب الضعيفة التي لم يُؤتها الله ما آتاهم من فضله ونِعمه قال الله عنهم {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الأعراف : 168]
وتابع هذا الجندي الضعيف سيره بأمر الله فوصل الى بلادنا الإسلامية التي طغى فيها بأس الظالمين بعضٌ على بعض فأصابنا الله بما كسبت أيدي الناس من مظالم (قادة ضد شعوب وطوائف ضد طوائف) فقال الله لنا {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى : 30]
فأصابنا ما أصاب الجميع لعل الناس يتضرعون أو يرجعون عن ظلم بعضهم بعضا{... فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام : 42] فواجب الجميع اليوم العودة الى الله بقلوب مخلصة متضرعين أن يرفع عنا هذا البلاء الذي يصيب الله فيه من يشاء.
جندي ضعيف من جنود الله يسير في الأرض في خفاء لا توقفه حدود، ولا تستطيع أن تقضي عليه جيوش العالم ولا عتادها
من الصين ... إلى إيران ... ثم إيطاليا ... وكوريا ... ودول عربية وخليجية ... فرنسا ... بريطانيا ... البرازيل... المكسيك ... إلى أن حط رحاله في الولايات الامريكية (صاحبة أقوى أقتصاد واقوى ترسانة عسكرية على ظهر الأرض) فضرب اقتصاداتهم جميعاً وتوقفت شركات الطيران والعمل في المصانع وافلست البنوك وهبطت البورصات وتم حجر الناس في منازلهم وتوقف دولاب العمل وانهار الإقتصاد القوي، والمتوقع قريباً أن لا يعود الدولار الأمريكي مرجعاً عالمياً للأسواق وتقييم السلع والمعادن بل قد يصبح مصيبة لكل من اتكأ عليه وغالباً ستعود المرجعية للذهب والفضة.
وطاف هذا الجندي المجهول قارات الأرض وعَبَرَ المحيطات، والعالم بأثره مشدوه تائه أمام عدد الإصابات والوفيات ... وكل ينتظر مَن عليه الدور!!!
فيا صانع صفقة القرن افعل ما شئت لابد ان تنالك لعنة الله ويا دول العالم اخترعي ما شئت ويا قادة الدول العظمى الذين تملكون حق الاعتراض (الفيتو) على كل ما يضرب مصالحكم قد طال منكم الظلم لعديد من شعوب الأرض لصالح الجشعين من تجار المال وتجار السلاح الذين يوصلونكم للرئاسة لتأتمروا بأمرهم وتنفِّذوا مآربهم ولو على حساب شعوب العالم
والآن الجميع مكتوفوا الأيدي أمام قضاء الله وغير قادرين عن مكافحة أي جندي يرسله الله بإذنه وأرى بأن الله يجهِّز للارض حدثاً جللاً قادماً فدعكم من تدابير البشر الى تدابير القدر وأبسطها هذا الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس، وأخطرها حالياً هو الكورونا (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)
لو سمحتم نقرة على هذا الفيديو لتشاهدوه
ومن جنود الله الريح الصرصر العاتية التي تجعل كل شيء كالرميم والكل يعلم أن مناخ عادٍ الأولى والثانية المُطِلّتان على المحيطات هو مناخٌ كثير الأعاصير والعواصف {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7)} [الحاقة : 6-7]
نسألك اللهم أن لا تُطغي أمة الإسلام ولا تجعلها ممن تبغي على أحد وأن تردها الى دينك رداً جميلاً وأن توحِّدَ كلمتها وتعينها على نشر العدل بين الأمم والشعوب ونسألك اللهم أن تهدي كل الأمم الى اتباع الحق فيما بينهم وبين باقي شعوب الأرض، وأن تنصر المؤمنين المستضعفين على كل ظالم طاغ متغطرس يريد شراً بالإسلام والمسلمين سواء كان من داخلهم من بني جلدتهم أو من خارجهم من دول العالم المتغطرسة التي ترعى الإرهاب في العالم وإليكم هذا الفيديو وهو بلسانهم ووفق إستطلاعاتهم التي قاموا بها في دول العالم لتعرفوا من هم أكثر الشعوب إرهاباً الذين يرون بأنَّ قَتْلَ المدنيين أمراً مبَرَراً
لو سمحتم نقرة على هذا الفيديو لتشاهدوه
وقد أنذر الله الدول الظالمة بقوله:
{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت : 40]
ظلموا أنفسهم بظلمهم وقهرهم وحروبهم في العديد من بقاع الأرض كاليابان وفيتنام وكوريا وافغانستان والعراق ودعمهم للاقتتال والتحريض على الفتن في الصومال والسودان وليبيا وسوريا واليمن بكذبة الإرهاب ودعم الديمقراطية التي لم تر منها تلك البلاد غير الدمار ويعجبني اعترافات بعض مفكريهم.
لو سمحتم نقرة على هذا الفيديو لتشاهدوه
اللهم لنا أحباب في أمريكا وفي كل دول العالم فاحفظهم بحفظك سالمين وردهم الى بلادهم غانمين
نسألك اللهم أن تهدِيَ شعوب أمتنا العربية والإسلامية في بقاع الأرض لأحسن الأخلاق وتصلح حالنا وتوحد كلمتنا وتخرجنا من جاهليتنا الثانية إلى نور العلم والإيمان وترد المسلمين إلى فهم دينهم رداً جميلا وأن يحسنوا تطبيقه ويحسنوا عرضه على شعوب العالم كي يعم السلام والاستسلام والانقياد لله وحده
اللهم خلِّصنا من المنافقين والظالمين الذين سلَّطتَهم علينا بذنوبنا وتقصيرنا وأصلِحنا ظاهراً وباطناً وبارك بالصالحين وقوِّهم وانصرهم كي يعيدوا العدل والحق الى أهله وإلى هذا العالم الذي امتلأ اليوم ظلماً وجوراً وقهراً حتى بلغت القلوب الحناجر
هذا ما هداني الله اليه من استنباط وتفسير هذه الآيات الكريمة ولا شماتة في احد ولكني واثق كل الثقة أن الله منجزٌ وعده عاجلاً أو آجلاً
ولست اتنبأ ولكني أستقرئ وأستنبط آيات الكتاب ، والله من وراء القصد وهو العليم الخبير، فإن أصبت فبفضل الله وأشكركم إن نشرتموه للعلم والمعرفة، وإن أخطأت فمن نفسي الخاطئة وأشكركم إن أشرتم للخطأ وأين ورد كي أصوِّب قراءتي.
ولكم مودتي واحترامي.
المهندس رضوان سالم ... كُتبت في 4/12/2018
وتم التعديل في 25/3/2020
تعليقات
إرسال تعليق