لنتسامح قبل الموت

إلٰهي ما أنا إلا مجرد ذرة في كونك العظيم

اللهم إن قضيتَ انتهاء أجلي فاجعله مختوماً بالتوبة النصوح، واغفر لي تقصيري وذنوبي بواسع عفوك وعظيم إحسانك، واجعل حبّي لك ولنبيك وقاية لي من تفريطي بأمري. 

وكما أكرمتني يا ربّ بوالدين كريمين أكرمتني بجميل سترك في الدنيا ومُنَّ عليَّ وعليهما بالعفو في الآخرة، واجمعنا معاً وعائلتي وأولادي وذراريهم في فردوسك الأعلى وأصلحهم يا مُصلح كلّ عيب وغافر كلّ ذنب، ويا مُحيطاً بكلّ شيء، لا إله إلاّ أنت، لا يعلمُ سريرتي غيرُكَ، ارحمني ومُنَّ عليَّ بإحسانك ولطفك، يا أكرم من عفا، وأرحم من تجاوز عن عباده، لا إله إلا أنت سبحانكَ إنّي كنتُ من الظالمين.

اللهم أسألك برحمتك أن تعتق رقبتي من النار يا عزيز يا غفّار.. ومُنَّ عليَّ بالقبول والرضا بفضلك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم إني أُشهِدك وأنا قادم إلى رحاب عفوك وقد سامحتُ الناس جميعاً جميعاً، بدءاً من أحب الناس إليَّ أهلي وزوجتي وأبنائي وإخوتي وأصدقائي ممن عرَفني وعرَفته وأحبَني وأحببتُه، وجميع الإخوة الذين يتواصلون معي على أقنية التواصل الاجتماعي سائلاً المولى عزَّ وجلّ أن ألتقي بكم جميعاً تحت عرش الرحمن  أخوة متحابين في الله... وانتهاءً بمن أساء إليَّ وقد نزع الله مَا فِي صدورِنا مِّنْ غِلّ.

كما أسامح أيضاً أصدقائي من غير المسلمين عن نفسي وأكرر دعائي لهم أن يهديهم الله ويجعلهم من سعداء الدنيا والآخرة.

{قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الجاثية: 14]

وأؤكد على مسامحتي لكل من ظلمني أو آذاني مهما كبُر ذلك الأذى أو صغر وكل من أساء إليَّ بقول أو غبنني بمال، سواء حصلت تلك الإساءة في الماضي أو فيما تبقى لي من عمر أو حتى بعد موتي، وأُشهدكم على ما أقول وأشهد الله والله خير الشاهدين.

لا أستثني من مسامحتي إلا من كان الظلم والكِبر طبعه، يعتدي عمداً وإصراراً لا مبالياً بعذاب الناس وإيذائهم، أو يعمد لإضلالهم وهو يعلم كما يفعل الشيطان. 

وأرجو من أهلي وأصحابي وجيراني وأصدقائي وكل من عرفني في أي مرحلة من مراحل عمري وعاملني وعاملته، أرجو من قلوبكم النقية الطيِّبة مسامحتي لعلي أخطأت في حق واحد منكم عمداً أو دون قصد، أو فضَّلت نفسي عليهم في عَرَضٍ من عَرَضِ الدنيا الفانية.

اللهم إني أنام كل ليلة مسامحاً جميع خلقك، وأعلم حق العلم أني غير جاهز للقائك، لكني واثق أنني في رحاب ربٍ كريم برٍّ رحيم إذا قَدِر عفا.

قد أكون في يوم من الأيام اغتبت أحداً أو أخطأت في حقِه قولاً أو فعلاً أو اقتطعت من حقوقه حقاً لا يَحِلُّ لي، أو أثقلت عليه بعبارة أو جرحته بكلمة.

فإني إنسان وكل إنسان خطاء والله لا يسامح في حقوق العباد حتى يسامح صاحب الحق، لذا أرجوكم أن تقبلوا اعتذاري هذا، وألتمس عفوكم ومسامحتكم قبل يوم الحساب، ألا تحبون أن يَغفِر الله لكم؟

 وأُشهِد الله أني ما قصدت الأذى لأحد ولا حملت حقداً أو ضغينة في نفسي على أحد.

سائلاً ربي جل شأنه العفُو والمغفرة عن اخطائي وزلاتي وتقصيري في حقوق الله.

 اللهم أنت العالِم بما في نفسي، وصدق مشاعري وحرصي على طاعتك وحبي لك ولنبيك محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وصحبه الكرام، وسائر أنبياء الله معترفاً بتقصيري أحياناً لهوىً في النفس أصارعه فأغلبه تارة ويغلبني حيناً، أستغفرك وأتوب إليك من كل ذنب ومعصية.

جئتك ربي ومولاي راجياً أن تحمل عني أي ذنبٍ أو مظلمةٍ ارتكبتها في حق الآخرين صغيرة كانت أو كبيرة.

فإني لا أعلم متى يدركني الموت ومتى تنتهي رحلتي في هذه الدنيا الفانية التي خدعتنا بمتاعِها ومُتَعها، فمن يَعِزُّني وقرأ ما كتبته أرجو منه مسامحتي والدعاء لي بالرحمة والمغفرة من قلبه الطيب.

لا أقول وداعاً بل إلى لقاء.

 نحن في أيام يكثر فيها تساقط الأرواح ويكثر فيها موت الفجأة... لذا أتوب إلى الله الآن قبل موتي من كل أخطائي وزلاتي.

مؤكداً مسامحتي لكم جميعاً، أهلي، أبنائي، إخوتي، أقربائي، أحبابي، أصحابي، جيراني وأصدقائي، أين ما كنتم وأُشهِد الله على ذلك.

‏ستذوب وجوهنا الجميلة في تراب الدنيا ولكن ستبقى الأفعال الجميلة ترسم وجهاً أجمل.. فالحياةُ قصيرةٌ جداً لا تستحقُ حقداً ولا حسداً ولا نفاقاً.. غداً سنكونُ ذكرى فقط، ابتسموا وسامحوا من أساء اليكم.

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته راجياً المولى أن ألقاكم جميعاً في جنة الخلد إخواناً {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47]

اللهم لا أضام وأنت ربي وحسبي... أصلح لي شأني كله... ولا تكلني لنفسي طرفة عين... ولا حول ولا قوة لي إلا بك يا أرحم الراحمين.