بحث حول عودة السيد المسيح الى الأرض
بحث حول عودة السيد المسيح الى الأرض
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص : 29]
يوجد عند بعض الباحثين المسلمين في قضية عودة السيد المسيح الى الأرض شبهة أو شك مدّعين أن ذلك ورد فقط في أحاديث ولم يرد ذلك في كتاب الله صراحة ويطعنون في صحة الأحاديث ويدّعون أنها ضعيفة
لكني أرى في هذه الآيات القرآنية دليلاً واضحاً يؤكد عودة سيدنا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام الى الأرض وعودته القادمة ستكون إحدى علامات الساعة الكبرى بشكل لا لبس فيه قال جل شأنه:
{۞ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61)} (سورة الزخرف)
دققوا معي الآية الأخيرة (61) عند قول الله (وإنه لعلم للساعة) وأعيدوا قراءة هذه الآيات الثمانية تجدون انه من الواضح تماماً أنَّ الهاء تعود على سيدنا عيسى فعودته الى الدنيا هي دليل اقتراب موعد الساعة {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [الزخرف : 61]
ولو قال الله لعلم بالساعة لكان معناها أن عودته ستحدد لنا موعد الساعة بالضبط ولكن الله اخفى موعد الساعة وقال (لعلمٌ للساعة) أي أن نُزول سيدنا المسيح هو علم من علامات إقتراب الساعة وليس علم بموعدها الدقيق
قال لي صديق: ما المانع أن يكون وجود المسيح على الأرض منذ 2000 عام ... هو (علمٌ للساعة)؟؟
قلت له: إذاً كان الأجدر بالله الحكيم العليم أن يقول في كتابه عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) لان وجود سيدنا محمد على هذه الأرض كان منذ 1400 عام فيكون كلام الله بذلك أكثر دقةً ودلالةً لموعد الساعة فإن سيدنا محمداً هو الأكثر قرباً لزمن الساعة من سيدنا عيسى منذ 2000 عام.
ثم لو دققنا في هذه العبارة الوحيدة من علامات الساعة المرتبطة بالنبي عيسى، نجدها غريبة عن سياق الآيات (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ) فلا يمكن أن يذكرها الله إلا ولها دلالة خاصة عنده ولو ان هذه الجملة حُذِفت لما تغير سياق معنى ما قبلها من الآيات وما بعدها، ولا ينقص من معنى الآيات شيئاً بل ادخلها الله كجملة معترضة ارادها لغايةما ... هي لفت نظرنا نحن المسلمين وكل الناس إلى أهم علامات اقتراب الساعة،
كما ورد في أحاديث رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة عن عودة السيد المسيح الثانية الى الأرض بعد أن رفعه الله إليه {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء : 158]
فتطابقت أحاديث نبينا محمد مع ما جاءنا في كتاب الله فصار النبأ يقيناً لا شك فيه.
لذلك يُكمِل الله قوله والخطاب موجه للجميع ويخص به أهل الكتاب من المسيحيين واليهود الذين ورد في كتبهم عودة المسيح أيضاً فيقول الله بلسان سيدنا محمد (فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم)
أي لا يشكُّ أحدٌ منكم (بالساعة) واتبعوا ديني فهذا هو الصراط المستقيم الذي يوصلكم الى دار السلام أي الجنة {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [يونس : 25]
ثم يكمل الله آياته مخاطباً أهل الكتاب من المسيحيين واليهود فيقول لهم
وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (62)
وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63)
فيكسر الصليب معلناً أنه عبد لله ويوحد الأديان على الدين الوحيد الذي أنزله الله وهو الإسلام قائلاً للناس
إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (64)
فمنهم من يستجيب له وويل لمن يختلف معه ويعترض
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)
ثم يَقتُل نبي الله عيسى المسيح الدجال ويقيم العدل في الأرض ويتزوج ويعيش فيها أربعين سنة ثم يموت ويصلي عليه المسلمون في كل بقاع الأرض
وبعدها بسنين لا يعلم مقدارها إلا الله يعود بعض الناس إلى الكفر والإشراك بالله وعند اقتراب الساعة يرسل الله على المؤمنين ريحاً طيبة يتوفاهم بها ولا تقوم الساعة إلا على أشرار الناس وفق ما ذكره رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث له عن علامات الساعة وتؤكده هذه الآية أيضاً من سورة الزخرف على أنَّ عودة السيد المسيح هي علامة أيضاً من علامات الساعة إذ يذكر الله فيها أن من بقيَ من الناس حياً على الأرض بعد عودة المسيح ثم موته لم يبق للناس إلا انتظار الساعة وستأتيهم فجأة وهم لا يشعرون
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون (66)
[الزخرف : 62-66]
وكلمة الساعة في كتاب الله يطلقها الله على حالتين الأولى: لحظات قيام الساعة على من بقي من الناس على الأرض وهي ساعة نهاية الدنيا
والحالة الثانية: وهي ساعة بعث الناس من قبورهم يوم القيامة للحساب وبين الحالتين زمن لا يعلم به إلا الله لكننا كأموات لن نشعر به أبداً
جاء في أحاديث السنة الشريفة مثل هذا الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنبياءُ إخوَةٌ لِعَلَّاتٍ؛ أُمُّهاتُهم شَتَّى، ودِينُهم واحِدٌ، وإنِّي أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ؛ لأنَّه لم يَكنْ بَيني وبَينَه نَبيٌّ، وإنَّه نازِلٌ، فإذا رأَيْتُموه فاعْرِفوه: رَجُلٌ مَرْبوعٌ إلى الحُمْرةِ والبَياضِ، عليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ، كأنَّ رأْسَه يَقطُرُ، وإنْ لم يُصِبْه بَلَلٌ، فيَدُقُّ الصَّليبَ، ويَقتُلُ الخِنزيرَ، ويَضَعُ الجِزيةَ، ويَدْعو النَّاسَ إلى الإسلامِ، فيُهلِكُ اللهُ في زمانِه المِلَلَ كُلَّها، إلَّا الإسلامَ، ويُهلِكُ اللهُ في زمانِه المَسيحَ الدَّجَّالَ .................
فيَمكُثَ أربعينَ سَنةً، ثم يُتَوَفَّى، ويُصلِّي عليه المُسلِمونَ)
أخرجه البخاري (3443) مختصراً،
وأبو داود (4324) باختلاف يسير، وأحمد (9634) واللفظ له.
وقال الله ايضاً في سورة المائدة
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)} [المائدة : 116-117]
هذا حوار بين الله وسيدنا عيسى بعد أن رفعه الله الى السماء إذ قال عيسى: (فلما توفيتني) وهذه ليست حالة موت بل حالة وفاة للمتفكرين في قول الله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر : 42]
يتوفاكم في الليل) و(يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ في منامها): (أي يتوقف إجراء القلم على الإنسان إلى الوقت الذي تُرفع أعماله الى الله ليوفيه أجره)
{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُم يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأنعام : 60]
وقال الله عن سيدنا عيسى في سورة آل عمران {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا .......} [آل عمران : 55]
قال الله (إني متوفيك ورافعك إلي) ذكر الله وفاة عيسى ولم يذكر موته ايضاً
بينما عندما ذكر الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم قال الله عنه مات ولم يقل توفي
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ...... َ}
[آل عمران : 144]
وقال الله عنه أيضاً {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء : 34]
وكذلك قال الله أيضاً عند موت سيدنا يعقوب {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة : 133]
فالموت غير الوفاة وذلك في عدد من آيات الله صدق الله العظيم
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ....... مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ......... (158) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}
[النساء : 157-159]
أرجو الانتباه لحرف اللام في كلمة ليؤمنن به التي تعني لسوف يؤمنن به أي في زمن ما قبل موته ولم يأت بعد هذا الزمن
علماً بأن الموت لابد أن تندرج فيه الوفاة ... أما الوفاة لوحدها فلا تعني الموت
ف{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر : 42]
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ}
[الأنعام : 61]
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}
[آل عمران : 185]
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}
[النساء : 15]
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}
[النساء : 157- 159]
(يؤمنن به قبل موته) ذكر الله هنا موت السيد المسيح وليس قبل وفاته وذلك بعد أن رفعه الله إليه ثم يعود الى الأرض وبعدها يؤمن به أهل الكتاب مسيحيين ويهود لانه عاد ليموت في الأرض تحقيقاً لقول الله {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} [الأعراف : 25]
وقال أيضاً {۞ قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة : 11]
واكرر أن الموت هو خروج الروح من الجسد الذي تندرج فيه الوفاة حتماً
أما الوفاة فهي تعني توقف رغبات النفس إذ يتوقف جريان القلم على صاحبها (توقف الملكين عن الكتابة)
وقد أوكَّل الله بالناس ملك الموت لقبض أرواحهم فعند الموت تحصل الوفاة أي يتوقف جريان القلم وتختم صحائف أعمال الإنسان
{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مُّسَمًّى ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}
[الأنعام : 60]
(وهو الذي يتوفاكم بالليل) أي عند الاستغراق في النوم يتوقف الملكان عن تسجيل الاعمال في صحائف الإنسان فهذه الأعمال هي التي يوفيهم الله أجورها {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران : 57]
هذا ما هداني الله إليه من تفكُّرٍ في آياته
والله من وراء القصد وهو العليم الخبير فإن أصبت فمن الله وأشكركم إن نشرتموه للعلم والمعرفة، وإن أخطأت فمن نفسي الخاطئة وأشكركم إن أشرتم للخطأ وأين ورد كي أصححه فما انا إلا متفكرٌ في ما قال الله في كتابه ... أجتهد للوصول الى الحقيقة
ولكم مودتي واحترامي
جزاك الله الف الف خير اخوي سالم
ردحذفاستاذي ياريت تعطيني اسم كتاب كتبته عن تفسير القرآن الكريم رجاءًا رجاءًا فعلا احتاج شخص يفسر القرآن بطريقتك السلسلة والسهلة الفهم والدقة الشديدة
اشكرك جدا