الزهرة والحياة
من أجمل ما خلق الله لنا في هذه الحياة هي الزهور والورود والرياحين بشتى انواعها
نستمتع بجمال مظهرها الذي حباها الله به ومنها أيضاً نأخذ الطيب والعطور
تعارف الناس على أن الزهرة عربون للحب بين المتحابين من الناس من شتى الشعوب لجمالها الساحر وألوانها المبهرة والمريحة للنفس وبعض أنواعها فيه البلسم والشفاء
ومن رحيقها يجمع العسل
أما أصنافها فلا تعد ولاتحصى كالفل والياسمين وأنواع الزنابق والورود والرياحين والزهور البرية وزهور الأشجار المثمرة
لكن جميعها تذبل بسرعة وتتساقط أوراقها ولا يطول بقاؤها حتى لو لم تقطف و بقيت على نبتتها الأم فلا بد أن تذبل وتتساقط وريقاتها خلال أيام قليلة
خلقها الله لنا لأخذ العبرة منها
فالتمتع بها لا يدوم إلا أياماً، أما الفائدة فتبقى في وريقاتها بعد أن تيبس فترة أطول شذىً وعبيراً ومنقوعاً أو مشروباً
أما زهور الأشجار فقد جعل الله الفائدة منها بعد موت الزهرة وولادة الثمرة
أما العبرة في الزهور فهي الأهم لأنها تشبه الحياة الدنيا ... تبدأ برعماً يافعاً ثم سرعان ما تتفتح بجمال باهر وعطر فواح يدوم أياماً قليلة لا تلبث إلا وتذبل أوراقها ويكبو بريقها ويضمحل عطرها
وينطفئ ألقها سريعاً فنسارع الى التخلص منها ولو تأخرنا لانتنت رائحتها وصارت مأوى للحشرات وهكذا هي الحياة الدنيا مع الإنسان
انظروا الى أناس فتنهم الله بمال وفير قد أسرفوا فيه بطراً وتبذيراً وماهو إلا كزهرة في الحياة الدنيا تفوح أياماً ثم تذبل
و قد يكون رزقك القليل في الدنيا خير لك وأبقى إن كسبته في الحلال وانفقته بما يرضي الله
وانظروا الى الغانيات من النساء فتنهنَّ الله بشبابهن بجمال أخاذ قد أسرفن في إبرازه وإظهار المفاتن والزينة
وماهنَّ إلا كزهرات متفتحة تبهج أياماً ثم يذبلنَ ويصبحنَ عجائزَ قميئة لا يأبه بهن أحد
فلا تنبهري بجمالك، فالزهرة المتفتحة مهما كانت نضرةً جميلةً ستذبل، فالحسن من الله فتنة للمرء ... قد فاز فيها سيدنا يوسف
وذكر الله الزهرة في كتابه العزيز وجعلها كمثلٍ للحياة الدنيا
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [طه : 131]
بينما تزامن ذِكرُ الله للوردة في كتابه مع يوم القيامة
{فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن : 37]
أما الريحان فقد ذكره الله في كتابه مع الجنة ونعيمها
{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة : 89] ... صدق الله العظيم
بعد مئة عام من الآن
سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض ، وسيكون مصيرنا الأبدي قد تحدد
وسيسكن بيوتنا أناس غرباء، سنكون مجرد سطر في الذاكرة فلماذا نطيل التفكير
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين
وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال
هناك بعد مائة عام في عالم برزخيٍ وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالإستزادة منها والتمسك بها سخيفة
(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
وقوله تعالى :
(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)
وطالما لا زال في العمر بقية، فلنعتبر ونغير
ما في أنفسنا بما تبقى من رحلة العمر
وفي النهاية تُحَطُ الرحال إما إلى الجنة وإما إلى النار
ومن المؤلم جداً أن تجد:
رجلاً لم يدخل المسجد .. إلا في جنازته
وإمرأة لم تستر نفسها .. إلا في كفنها
وقد فقدا زهرة الحياة الدنيا
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمه وأن نكون ممن قلت عنهم: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)} [الواقعة : 88-91]
نستمتع بجمال مظهرها الذي حباها الله به ومنها أيضاً نأخذ الطيب والعطور
تعارف الناس على أن الزهرة عربون للحب بين المتحابين من الناس من شتى الشعوب لجمالها الساحر وألوانها المبهرة والمريحة للنفس وبعض أنواعها فيه البلسم والشفاء
ومن رحيقها يجمع العسل
أما أصنافها فلا تعد ولاتحصى كالفل والياسمين وأنواع الزنابق والورود والرياحين والزهور البرية وزهور الأشجار المثمرة
لكن جميعها تذبل بسرعة وتتساقط أوراقها ولا يطول بقاؤها حتى لو لم تقطف و بقيت على نبتتها الأم فلا بد أن تذبل وتتساقط وريقاتها خلال أيام قليلة
خلقها الله لنا لأخذ العبرة منها
فالتمتع بها لا يدوم إلا أياماً، أما الفائدة فتبقى في وريقاتها بعد أن تيبس فترة أطول شذىً وعبيراً ومنقوعاً أو مشروباً
أما زهور الأشجار فقد جعل الله الفائدة منها بعد موت الزهرة وولادة الثمرة
أما العبرة في الزهور فهي الأهم لأنها تشبه الحياة الدنيا ... تبدأ برعماً يافعاً ثم سرعان ما تتفتح بجمال باهر وعطر فواح يدوم أياماً قليلة لا تلبث إلا وتذبل أوراقها ويكبو بريقها ويضمحل عطرها
وينطفئ ألقها سريعاً فنسارع الى التخلص منها ولو تأخرنا لانتنت رائحتها وصارت مأوى للحشرات وهكذا هي الحياة الدنيا مع الإنسان
انظروا الى أناس فتنهم الله بمال وفير قد أسرفوا فيه بطراً وتبذيراً وماهو إلا كزهرة في الحياة الدنيا تفوح أياماً ثم تذبل
و قد يكون رزقك القليل في الدنيا خير لك وأبقى إن كسبته في الحلال وانفقته بما يرضي الله
وانظروا الى الغانيات من النساء فتنهنَّ الله بشبابهن بجمال أخاذ قد أسرفن في إبرازه وإظهار المفاتن والزينة
وماهنَّ إلا كزهرات متفتحة تبهج أياماً ثم يذبلنَ ويصبحنَ عجائزَ قميئة لا يأبه بهن أحد
فلا تنبهري بجمالك، فالزهرة المتفتحة مهما كانت نضرةً جميلةً ستذبل، فالحسن من الله فتنة للمرء ... قد فاز فيها سيدنا يوسف
وذكر الله الزهرة في كتابه العزيز وجعلها كمثلٍ للحياة الدنيا
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ} [طه : 131]
بينما تزامن ذِكرُ الله للوردة في كتابه مع يوم القيامة
{فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن : 37]
أما الريحان فقد ذكره الله في كتابه مع الجنة ونعيمها
{فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ} [الواقعة : 89] ... صدق الله العظيم
بعد مئة عام من الآن
سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض ، وسيكون مصيرنا الأبدي قد تحدد
وسيسكن بيوتنا أناس غرباء، سنكون مجرد سطر في الذاكرة فلماذا نطيل التفكير
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين
وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال
هناك بعد مائة عام في عالم برزخيٍ وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالإستزادة منها والتمسك بها سخيفة
(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
وقوله تعالى :
(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي)
وطالما لا زال في العمر بقية، فلنعتبر ونغير
ما في أنفسنا بما تبقى من رحلة العمر
وفي النهاية تُحَطُ الرحال إما إلى الجنة وإما إلى النار
ومن المؤلم جداً أن تجد:
رجلاً لم يدخل المسجد .. إلا في جنازته
وإمرأة لم تستر نفسها .. إلا في كفنها
وقد فقدا زهرة الحياة الدنيا
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمه وأن نكون ممن قلت عنهم: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)} [الواقعة : 88-91]
تعليقات
إرسال تعليق